مَررتُ في الكثير من التجارب والتنقلات المتنوعة على صعيد العمل والحياة، الأمر الذي ساعدني على تفهم معاناة الباحثين عن أنفسهم، والإنصات لتجاربهم، والإنتباه لروعتهم كما هم الآن، والجمال في حالهم كما هو عليه.

فأصبحت أؤمن أن التحسين والتطوير يبدأ من القبول والتفهم للحالة الراهنة. لذلك أشجع دائماً على قبول الذات قبل تطويرها. فتصبح الرؤية أوضح والوجهة أصدق. فطريق الرضا يبدأ من الآن، ورحلة الحياة تتطلب التزود من كل خير فيها، لننعم بهذه التجربة بلا أحكام أو تعلق.

كما أنني أسعى بشغف لتجسيد المشاعر والتجارب التي أعيشها من خلال الكلمات، التي قد لا تؤتيها حقها احيانا، وقد تثريها بمعاني وحياة في آن آخر. لذلك أتفهم حقاً صعوبة التعبير بما يجول في دواخل الإنسان، وضبابية الرؤية لما قد يحتاج إليه ليتقدم، ولكن قليلاً من السكون والإستماع بِود يساعد على الصفاء الداخلي والتحرر من هذه العقبات. فأهدف لتحفيز الآخرين على إستكشاف أنفسهم وتخطي تحدياتهم ليصلوا لمبتغاهم بيسر ومرونة.

بدأت طريقي المهني بدراسة بكالوريوس الموارد البشرية لإيماني أن المورد البشري هو أهم مورد لأي منظمة، فعملت بجد لتطوير العمليات وتحسين الهياكل التنظيمية من خلال تفهم القيم، الطموحات والإحتياجات للأفراد والفِرق. التي قامت بإثراء مهاراتي في تطوير الأعمال، وتنظيم البنى التحتية، وتوجيه الأفراد نحو أهداف مشتركة. الأمر الذي ساهم في تحقيق نجاحات مستدامة للأفراد والمؤسسات على حد سواء.

من ثم اتجهت لمجال التنمية البشرية، لإيماني العميق بالصلة والرحمة الفطرية الموجودة في كل إنسان، فصببت جُل جهدي لإكتساب المهارات و المعرفة في سبيل التطوير من نفسي وحياتي وحياة من حولي، ولكن بعدها بدأت استشعر بوجود فجوة داخلية في بحثي الدائم عن الكمال والذي انعكس بشكل كبير على شعوري بالإنفصال عن نفسي وعن الحياة من حولي.

فمنّ الله علي بأن هداني لطريق الكوتشينج، والذي وجدت فيه نعمة الإستمتاع بالأخذ والعطاء من القلب بطريقة صادقة ورحيمة، والتي تبقي على عفوية هذه الصلة الإنسانية، فيسهل رؤية أثرها يتمدد على من حولي لتشملنا جميعاً بكل اللطف والرحمة.

وجدت في هذا الطريق الأثر العميق على علاقاتي، سواء في علاقتي مع ذاتي بكل مكوناتها جسداً ونفساً وفكرًا. وانعكس كذلك هذا الأثر على علاقاتي بمن حولي وبالحياة، ومن أهم الأدوار التي دوماً ما ألتمس فيها أعظم النتائج هي علاقتي بأولادي، فدوري كأم ل ٣ أطفال كان ومازال الملهم الأقوى لأُبقِي على تلك الصلة بحقيقتي حية، وبوجودهم أتعلم الكثير عن نفسي وأنتبه لعثراتي وتطوري بشكل مستمر.

من خلال جلسات الكوتشينج، أوفر لك مساحة آمنة لتتخطى المعيقات الفكرية، وتتحرر من الفوضى المشاعرية، لتصل للوضوح و تعيد بناء الثقة في بوصلتك الداخلية. والتي بها يرتفع إدراكك لما تلاحظه، وتشعر به وتريده. ومن هنا يبدأ النمو والتطور، فتسعى لتلبية غايتك والتعبير عنها بصدق ووضوح. و تتعزز الصلة بفطرتك حتى في أقصى الظروف. وتزداد تناغم مع الموجود فتثري حياتك وتجود، بأن تسمح لما بداخلك من حب ورحمة بالإزدهار والاتساع فيشملك وكل من حولك.

فإذا وجدت نفسك تشتاق للعودة لفطرتك وأصلك، فقد حان الوقت لأن تستجيب لنداء حقيقتك!