• تسليط الضوء على أهمية النمو الوعي خارج الحدود التقليدية.
  • استعراض الخلفية الشخصية والمهنية لمؤسس التفكير الحسي.
  • تقديم التفكير الحسي كنهج مبتكر في مجال التدريب.

قصة كيف جاء التفكيرالحسي ليكون

فن نمو الوعي خارج الحدود

نهج تدريب مصمم لمساعدة الوعي البشري على النمو خارج حدود الأهداف.

30 عاما، وأنا أمارس وأدرس فنون الدفاع عن النفس و الإستشفاء الحركي. بالإضافة إلى ذلك، أعمل ككوتش محترف لمدة 15 عاما. منذ وقت طويل، وبعد الانتهاء من دراسات الماجستير في الصين، عدت إلى بلدي مصر وافتتحت “أكاديمية دراجون” للإستشفاء وفنون الدفاع عن النفس، والذي كان الأول من نوعه في ذلك الوقت. بسبب كل التخصصات الشاملة التي قدمناها (التأمل ، تشي كونغ ، اليوغا ، وما إلى ذلك) ، بدأت أشهد تطور في حياة المتدربين بشكل عام من علاقات أفضل ، وزيادة التوازن العاطفي ، ووضوح الرؤية، الى الشعور بوضوح الهدف ، وأكثر من ذلك. رؤية كل هذا التطور أدفأ قلبي وأعطى معنى أعمق لوجودي في هذه الحياة، حتى اللحظة التي قررت إغلاق الأكاديمية والانتقال إلى كندا.

لحظات من زمن دراجون أكاديمي.

زوجتي العاملة كانت حاملا بابنتي وعملي كان مزدهرا ومع ذلك كان يتطلب الكثيرمن الساعات الطويلة، وفي لحظة صدق مع النفس، سألت نفسي هل قررت أن يكون لدي عائلة حتى تستمتع المربيات بأطفالي بدلا مني؟ وكان هذا السؤال هو الذي أدى إلى اتخاذ قرار بالانتقال إلى كندا بعد استشارة زوجتي ماريا، ولولا دعمها غير المشروط لكان من المستحيل بالنسبة لي أن أجد الشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار فضلا عن أن أصبح ما أنا عليه اليوم.

انتقلت إلى أوتاوا، كندا، مع البقاء على اتصال مع طلابي، ولاحظت أن معظمهم بدأ يتراجع، ويفقد التوازن الحياتي والانضباط والدافع. وتوقفوا تدريجيا عن ممارسة ما تعلموه معي. ملاحظة هذا التراجع كان مؤلما لدرجة الإحساس بالفشل و فقدي لمعنى وجودي. بدأت أتساءل، “ما الخطأ الذي فعلته؟” لقد قمت بسؤال الكثير من طلابي بشكل مباشر و غير مباشر لفهم ما حدث من خطأ. بعد عملية صعبة ولكن محفزة للتفكير والتأمل ، أدركت الدرس المستفاد من حياتي الذي أصبح في وقت لاحق هدفي.

أدركت أنني كنت أعلم طلابي بشغف و بأفضل النوايا، بالطريقة التي علمني بها أساتذتي – الطريقة الشرقية التقليدية – التركيزعلى اتقان التدريبات التكاملية المتنوعة بالجودة وليس الكمية. لقد تعلمنا أنه إذا مارس الإنسان التدريبات بجد لسنوات دون انقطاع، سيجني اكتساب المهارة والتوازن في الحياة.

في الحقيقة، تمكن أساتذتي ثم أنا من جني فوائد عظيمة من خلال هذا النهج حيث أصبحت ممارساتنا مهنة و أسلوب حياة. ولكن لطلابي مهن وأولويات أخرى في الحياة تختلف عما كانوا يمارسونه معي. وبطبيعة الحال، لن يستطيعون الإلتزام بنفس المستوى من الوقت والجهد للحفاظ على نتائج إيجابية دائمة. لقد أدركت أن ما أبقاهم مستمرين طالما فعلوا ذلك كان دافعين خارجيين: (1) جاذبية التواجد داخل مجتمع آمن خالي من إصدار الأحكام، و (2) المعلم الذي يحفزهم دائما. وفي غياب هذه المحفزات، بدأت مشغوليات الحياة في السيطرة عليهم و إفقادهم العادات و التغيرات الإيجابية بشكل تدريجي. فهمي لما حدث أثر في بشكل عميق جداً. أدركت أنني لا أريد أن أكون مصدر دوافع خارجية للآخرين. كما أنني لا أشعر بالرغبة في منح الناس فوائد قصيرة الأجل لا يمكنهم الحفاظ عليها أو تعزيزها. وقد فتحت هذه الإدراكات عيني على مهمتي الحقيقية، أريد أن أصبح: شريك / رفيق / صاحب ملهمٌ لصُحبته تكريس أنفسهم للنمو و التطور المستدام من خلال إيجاد الدوافع الداخلية.

و كأنه سحر، بمجرد ادراكي لمهمتي الحقيقية تعرفت على الكوتشينج الإحترافي من خلال واحدة من طلابي الكنديين/مستفيدة من جلساتي الإستشفائية / صديقة عزيزة باميلا بريتشارد رحمها الله، وأوضحت لي أن ما أقوم به وما أتطلع إلى تجسيده كمهنة، موجود في الغرب وأنه يسمى كوتشينج إحترافي، وأنها تدير مدرستها الخاصة في الكوتشينج و هي معتمدة دولياً من الإتحاد الدولي للكوتشينج. استغرق الأمر مني ثوان لقبول دعوتها للانضمام إلى برنامجها التدريبي ككوتش، لقد شعرت بأني مُسير وأن الله يوجهني إلى هذا الطريق. أنهيت أول برنامج تدريبي طويل ككوتش مع باميلا، والذي وسع وعيي عن نفسي و عن النهج الغربي تجاه تنمية الإنسان و تطويرة، و حفز داخلي العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها. من ناحية ، لاحظت تركيزا قويا على تحقيق الأهداف واللياقة المعرفية واستخدام التصنيفات المتنوعة للشخصيات والأنماط السلوكية كوسيلة لفهم الناس. من ناحية أخرى ، لاحظت تركيزاً فقيراً جدا على رفع الوعي كهدف في حد ذاته والعمل الحسي الجسدي و فهم الناس كأفراد فريدين دون الحاجة إلى وضعهم في تصنيفات تقييمية.

لقد سألت عما إذا كان ما لاحظته هو النهج الغربي مقابل النهج الشرقي؟ أم أنه كان فقط نهج مدرسة باميلا في الكوتشينج حفزتني هذه الأسئلة على الانضمام إلى برنامج تدريب كوتش آخر مع مدرسة كوتشينج أخرى في الولايات المتحدة لأقوم بعمل مقارنة محايدة. وبعد عام ونصف، اكتشفت أنه على الرغم من أن العديد من رواد التنمية البشرية عملوا على سدها، لا تزال هناك فجوة يمكنني أن أشعر بها بوضوح بين النهج الغربي والشرقي لتطوير البشر. على الرغم من أني كنت أشعربهذه الفجوة بوضوح، كنت أعرف أنني لا أمتلك الخبرة في الكوتشينج الغربي وبإنني متحيز نحو الطريقة الشرقية في التطوير الإنساني، و لهذه الأسباب لم أكن مؤهلاً بعد لسد هذه الفجوة و أي محاولة مني لفعل هذا ستكون فقيرة و غير ناضجة. لذا، قررت أن أعطي كل كياني لرحلة أن أكون كوتش محترف، مع الحفاظ على تحيزاتي الشرقية تحت السيطرة والاحتفاظ بمساحة مفتوحه لما يريد أن يتكشف، وبعد سنوات من العمل ككوتش محترف ومحاولات المزج ما بين الحكمة الشرقية والغربية في ممارستي، تمكنت أخيرا من تحديد الجدارة الأم التي، إذا تم تنشيطها بوعي ستسد الفجوة وتفتح الباب أمام نمو غيرمشروط لا حدود له. هذه الجدارة هي “الحضور”. يمكننا أن نجد هذه الجدارة مذكورة في بعض المنهجيات الغربية مثل (Silsbee ، 2008) كوتشينج لنهج الوجود وبرامج كوتشينج التي تقدمها (هانت ، 2009) و (ديڤين ، 2009) على سبيل المثال لا الحصر. في الحكمة الشرقية، الحضور هو جوهر كل طريق روحي وإستشفائي فقد تم الإشارة اليه بشكل مباشر أو رمزي في آلاف السنين من التراث الديني والثقافي في جميع أنحاء الشرق عبر الزمان والمكان.

لحظات من كندا.

في الواقع، الحضور هي قدرة فطرية في طبيعتنا البشرية، وإن كانت منسية في زاوية مظلمة داخل ذواتنا في أغلب الأحيان. ومع ذلك، فهي هناك في انتظارنا لتخرج في ضوء وعينا. فتتحول هذه القدرة الى مساحة محايدة يلتقي و يتواصل فيها العقل والجسد وعالم الإنسان الداخلي وعالمه الخارجي بشكل متوازن و متناغم. بمجرد أن يكون في وعينا، فإن الحضور سيحول كل تجربة إلى فرصة للتعلم والتكيف والنمو. عند هذه النقطة ولد سؤال مهم في ذهني: كيف يمكنني تحفيزالحضور داخل الناس بوعي يمكنهم من تحفيزه بأنفسهم؟

ولادة التفكيرالحسي “سوماتك ثينكينج”

ولدت منهجية التفكير الحسي من السؤال ، “كيف يمكنني تحفيزالحضور داخل الناس بوعي يمكنهم من تحفيزه بأنفسهم؟” وبتراكم خبرات أكثرمن 30 سنه من الفنون القتالية و فنون الإستشفاء المتنوعه، فضلا عن 15 سنه من الكوتشينج الإحترافي مع الأفراد والمجموعات في أربع قارات و بثلاثة لغات، تمكنت بفضل الله من إجابة السؤال و بناء طريقاً مختصراً لتحفيز الحضور و النهل من فوائدة. لقد صممت التفكير الحسي “سوماتك ثينكينج” كفلسفة حياة ومنهجية لتطويرالإنسان من خلال كوتشينج، بهدف وحيد و هو خلق مساحة للناس لتحفيز و تجربة حالة الحضور بشكل كافي تمكن الإنسان من تبنيها كطريقة حياة.

الفلسفة في الاسم

الجزء الأول من التفكير الحسي “سوماتك ثينكينج” هو كلمة “سوماتك”النابعة من كلمة ‘سوما’ اليونانية التي تعني الجسد بكل ما فيه من إدراك و وعي. الإنسان هو مخلوق صانع للمعانى عن طريق تفاعلة مع الحياة الجسدية الماديه من خلال الجسد (جندلين، 2003). الحياة هي تجربة مادية، عالم غني بالمعلومات الحسية (جندلين، 2003). فهي توفر لنا الطاقات التي تحفز حواس الجسد القادر على إرسال واستقبال المعلومات الحسية مع العالم الخارجي. بمجرد أن تدرك عقولنا المحفزات الحسية، فإننا نفسر المعلومات الحسية و نعطيها المعانى التي نشكل من خلالها الأفكار و بناءً على الأفكار نتخذ القرارات والتي من خلالها نقوم بالأفعال السلوكية المتنوعة. باختصار، يشكل الجسد العقل (فايفر، ر.، وبونغارد، J.C.، 2007)

الجزء الثاني‘ثينكينج’ التفكير و هو القدرة على استخدام العقل في تفسير شيء ما. التفكير الحسي “سوماتك ثينكينج” كمفهوم ساعدني على وصف الشراكة بين الجسد والعقل عند التفاعل مع الحياة. عرفت هذه الشراكة على نطاق واسع باسم الإدراك المجسد embodied cognition (ماهون ، ب. ز. ، وكارامازا ، أ . ، 2008) وإعترف بها في كوتشينج من خلال وجهت النظرالمجسدة للجسم في الكوتشينج (على سبيل المثال ، (جاكسون ، 2017)).

تعريف التفكير الحسي

“أختبار الحياة بالشراكة مع الجسد لتحفيز الحضور و الوعي الشمولي، لتصبح حالة النفس الراضية و الكينونة المطمئنة هي الحالة الغالبة على الإنسان”.

أنا لا أدعي إختراع العجلة ولكني قمت بتطويرها. مفهوم الشراكة بين الجسد والعقل هي فكرة راسخة في العلاج النفسي (على سبيل المثال (Reich، 1927). (Röhricht, F., Gallagher, S., Geuter, U, و هوتو, D. D., 2013)) وقد تناولها علماء الظواهر (على سبيل المثال (Merleau-Ponty, 2002) ، علماء الاجتماع (على سبيل المثال ، (Waskul ، D.، وVannini ، P. ، 2006) ، علماء علم النفس الحيوي (على سبيل المثال ، (لوين ، 1994) ؛ (كوتر، 1996)) وكذلك في الكوتشينج (مثل، (سيلسبي، 2008)؛ (جاكسون، 2017)؛ (ويتوورث، ل.، كيمسي هاوس، ك.، كيمسي هاوس، ه.، وساندال، ب.، 2007)).

على سبيل المثال، خطوات أ) تلقي وإرسال المعلومات الحسية في الجسد و ب) و تصنيع معنى هذه المعلومات من خلال التفكير شكل ما أشير إليه بدورة التفاعل البشري (HIC) في التفكير الحسي. هذه الدورة مسلمٌ بها في العلاج النفسي (على سبيل المثال، (Reich، 1927)) وعلوم الرعاية الصحية (على سبيل المثال، (جارفيس، 2012)) بأنها تقوم بتشكيل علاقتنا مع التجارب الحالية وجميع علاقاتنا المستقبلية للتجارب المماثلة. يفترض علم نفس الجشطالت (على سبيل المثال ، (Bluckert ، 2006)) أنه يساعدنا أيضا في صياغة قيمنا ومعتقداتنا وهويتنا وسلوكنا.

تقدم فلسفة التفكيرالحسي منظورا جديدا أعاد ترتيب الحكمة التي ورثناها من العقول الغربية والشرقية، حول شراكة الجسد والعقل لتمهيد طريق أوضح للحضور بشكل يسير وعملي، ومنسجم مع جميع المعتقدات الثقافية والدينية.

خطوات كثيرة في نفس الرحلة!

  • كيف يمكن للتفكير الحسي أن يساعد في تحقيق نمو وعي خارج حدود الأهداف التقليدية؟
  • ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لدمج الحضور والوعي الشمولي في حياتنا اليومية وممارساتنا المهنية؟

التفكير الحسي ليس مجرد منهجية تدريب، بل هو فلسفة حياة تهدف إلى خلق توازن وتناغم بين الجسد والعقل، وتمكين الأفراد من استكشاف وتحفيز حالة الحضور بشكل ذاتي. من خلال هذه المنهجية، نسعى لبناء جسور بين الحكمة الشرقية والغربية، مفتوحين أمام نمو غير محدود ومستدام يرتكز على الدوافع الداخلية والوعي الشمولي.

قدمة لكم
‏كوتش ‏سامر حسن

شارك هذه الرؤية!

مزيد من الرؤى